tahertimes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
tahertimes

ملتقى أبناء منطقة الطاهير


    مواقف بطولة من صنع الإسلام العز بن عبدالسلام

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 24
    تاريخ التسجيل : 06/01/2009

    مواقف بطولة من صنع الإسلام العز بن عبدالسلام Empty مواقف بطولة من صنع الإسلام العز بن عبدالسلام

    مُساهمة  Admin السبت يناير 10, 2009 11:51 pm

    مواقف بطولة من صنع الإسلام العز بن عبدالسلام :

    -لا ولاية لخائن-

    في وقت كانت الأُمة الإسلامية تواجه فيه عدوان الصليبية الحاقدة ، وفي سنة من السنوات العجاف التى مرت بتاريخ هذه الامة اشتد الصراع بين حاكم دمشق الملك الصالح اسماعيل ، وبين حاكم مصر نجم الدين أيوب وبلغ من شدة ذلك الصراع أن تجرأ لملك الصالح فطلب المعونة ضد نجم الدين ايوب من الصليبيين مقابل أن يعطيهم قلعتي صيدا والشقيف ، وأن يسمح لهم بدخول دمشق وشراء السلاح منها متى أرادوا .

    وكان لا بد أن تغضب دمشق الفيحاء ضد هذه الخيانة السافرة فاشرأبَّت أنظار الدمشقيين نحو عالمهم المؤمن التقي العز بن عبدالسلام ليعلن باسهمهم جميعا إستنكارهم لخيانة حاكمهم الملك الصالح اسماعيل.

    فلما كان يوم الجمعة التي تلت إتفاق الملك الصالح اسماعيل مع الصليبين ، صعد العز بن عبدالسلام منبر الجامع الاموي وبدأ خطبته بحمدالله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه سلم .

    ثم تكلم في ذم موالاة أعداء الاسلام وتقبيح الخيانة واستنكر ما أقدم عليه الملك الصالح إسماعيل من موالاه للصليبيين وأفتى بتحريم بيع السلاح أو المؤونة لهم .

    ولما حان وقت الدعاء التقليدي للملك الصالح تجاهل العالم المؤمن الدعاء له واستبدله بقوله :

    اللهم أبرم لهذه الامة إبرام رشد ، تُعِزُّ فيه أولياءك ، ويُعمل فيه بطاعتك ، ويُنهي فيه عن معصيتك .

    وكانت تلك الخطبة بمثابة فتوى من العالم المؤمن بعدم أهلية الملك الصالح إسماعيل لولاية المسلمين ، وبإسقاط حقه عليهم بالسمع والطاعة.

    وكان الملك الصالح اسماعيل آنذاك غائبا عن دمشق ، فلما بلغه ما كان من أمر الخطبة بعث بزبانيته إلى دمشق ومعهم أمره بخلع العالم المؤمن عن الخطابة في الجامع الاموي ، وبحبسه في منـزله تحت الاقامة الجبرية.

    وظن الملك الصالح ان حبس العز بن عبدالسلام في بيته سيخفف من ثورة الدمشقيين، لكن ظنه خاب حين هاجت دمشق بثورة عارمة تطالب بالافراج عن عالمها المؤمن ، وكثر قتل الصليبيين في الشوارع والحواري ، فلم يجد الملك الصالح بُداً من الإفراج عن العز ، ولكنه اشترط عليه أن يترك دمشق إلى مصر ولكن ذلك لم يخفف من ثورة الدمشقيين وإصرارهم على عودة شيخهم وعالمهم إلى منبره.

    وخشي الملك الصالح أن يفلت الزمام من يده فلا يقوى على كبح ثورة الدمشقيين، ونصحه أتباعه باستمالة العز بن عبدالسلام وإعادته إلى دمشق ، فأرسل مبعوثاً من قِبَلِه إلى نابلس ، وكان العز مُحتجزاً فيها وهو في طريقه الى مصر ليحاول إقناعه بالعودة إلى دمشق.

    وبعد إلحاح شديد من حاكم نابلس ، رضي الشيخ أن يقابل مبعوث الملك الصالح ، قال المبعوث : أيها الشيخ الجليل ، إن سيدي الملك الصالح أوفدني إليك لأطلب منك العودة إلى دمشق معززا مكرما ، وما عليك يا سيدي إذا أردت ذلك إلا أن تنكسر للسلطان وتُقبِّل يده وهو لا يطلب منك غير ذلك.

    قال العز بن عبدالسلام بلهجة مؤمنة شامخة :

    يا مسكين ، عُد إلى سيدك وقل له إن العز بن عبدالسلام لا يرضى والله أن تُقَبِّل قدمه ، فكيف تظنه يرضى أن يُقَبِّل يَدك ...؟

    يا مسكين أنتم في واد ، وأنا في واد ، والحمدالله الذي عافاني مما ابتلاكم به.

    وعاد مبعوث الخيانة أدراجه ، وبقي الشيخ في معتقله في نابلس حتى أذن الله بانتصار نجم الدين أيوب على الخائن ، فكان من أول ما فعله ، إعادة العز بن عبدالسلام الى المنابر التي اشتاقت إليه وإلى الجماهير المؤمنة التي أحبته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 9:36 am